في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ، أصبحت الحاجة الملحة لمعالجة أزمة المناخ العالمية أكثر وضوحا من أي وقت مضى. وأكد الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن هناك "أشياء كثيرة تقسم عالمنا في هذه اللحظة". إن دعوته الحاشدة من أجل الوحدة العالمية في مؤتمر المناخ الحاسم المقرر انعقاده في دبي الشهر المقبل تتناغم بعمق مع التحديات المتزايدة التي نواجهها.
من بين الجوانب الحاسمة العديدة للعمل المناخي التي تمت مناقشتها خلال المحادثات السابقة للمؤتمر في أبو ظبي، يبرز أحد الجوانب بشكل بارز: تمويل المناخ. وشدد الدكتور الجابر على ضرورة الوفاء بالتعهدات، مشيراً على وجه التحديد إلى الصندوق وترتيبات التمويل فيما يتعلق بالخسائر والأضرار. وتسلط هذه الدعوة إلى العمل الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التمويل في التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه.
وشدد على أهمية الالتزام الطويل الأمد بتوفير 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ. وفيما أعرب الدكتور الجابر عن امتنانه لجهود ألمانيا وكندا اللتين طمأنتنا بأن الأمور تسير في المسار الصحيح، أشار إلى أن اليقين في التسليم لا يزال يشكل مصدر قلق. يعد هذا الالتزام المالي ضروريًا لدعم الدول النامية في جهودها للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، ويعتبر الوفاء به مقياسًا رئيسيًا لالتزام المجتمع الدولي بالعمل المناخي.
كما ظهرت أهمية التكيف بشكل بارز في خطاب الدكتور الجابر. وبينما نسعى إلى الحد من التعرض لتأثيرات تغير المناخ، فإن الإجراءات مثل المحاصيل التي تتحمل الجفاف والدفاعات ضد الفيضانات تلعب أدواراً مهمة. وهذا يؤكد الحاجة إلى مواءمة الاستراتيجيات المناخية الوطنية مع الاستثمارات ذات التأثير الإيجابي على الطبيعة، بما في ذلك التدابير الرامية إلى إنهاء إزالة الغابات والحفاظ على مصارف الكربون الطبيعية.
ومع العد التنازلي لانطلاق قمة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في دبي، يتردد صدى رسالة الدكتور الجابر في جميع أنحاء المجتمع العالمي. إن العالم يراقب، ومن الضروري أن نجتمع معًا، ونترك وراءنا الانقسامات والتفكير قصير المدى. ويجب زيادة تمويل المناخ، على وجه الخصوص، لتلبية احتياجات الدول الأكثر ضعفا، وضمان الوفاء بتعهد تمويل المناخ بقيمة 100 مليار دولار.
تتطلب حالة الطوارئ المناخية حلولاً رائدة في مجال التمويل وفي جميع جوانب العمل المناخي. إن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين هو فرصتنا للتوحد والوفاء بالوعود وإعادة تعريف مصلحتنا الذاتية كمصلحة مشتركة. إن المخاطر كبيرة، ولكن معًا، يمكننا أن نحدث فرقًا.
اقرأ المقال كاملا هنا
